فكرت بأن أكتب شعرا
لايهدر وقت الرقباء
لا يتعب قلب الخلفاء
لاتخشى من أن تنشره
كل وكالات الأ نباء
ويكون بلا أدنى خوف
في حوزة كل القراء
هيأت لدلك أقلامي
وو ضعت الأوراق أمامي
وحشدت جميع الآ راء
ثم بكل رباطة جأش
أودعت الصفحة امضائي
و تركت الصفحة بيضاء
راجعت النص بامعان
فبدت لي عدة أخطاء
قمت بحك الصفحة
واستغنيت عن الأمضاء
البكاء الأبيض
كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
!بجيش العاطلين
.لم يكن عندي خدين
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين
كان رغم الخفض مرفوع الجبين
غير أني، فجأة
!شاهدته يبكي بكاء الثاكلين
!قلت: ماذا يا أبي؟
:رد بصوت لا يبين
.ولدي.. مات أمير المؤمنين
نازعتني حيرتي
:قلت لنفسي
!يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟
كيف يبكيه أبي، الآن
!ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
.كنت أبي منذ سنين
..كنت طفلاً
لم أكن أفهم ما معنى
!بكاء الفرِحِين
صلاة الجماعة
اسمعوني قبل أن تفتقدوني يا جماعة
لست كذابا فما كان أبي حزبا ولا أمي إذاعة
كل ما في الأمر أن العبد صلى مفردا بالأمس في القدس
.ولكن الجماعة سيصلون جماعة
المُمثل المشهور
أهلكنا الممثل المشهور
أدّى على أجسادنا دوره
أجرى دمانا قطرة قطرة
وقبل أن (ينجاب) عنه النور
فضّ طلاء الدمع والحسرة
واصطفق الستار فوق نعشنا
وصفق الجمهور
ولم تزل فرقتنا
من أبد الدهور
تقيم في الهجرة
تعرض كل ليلة
لسادة القصور
رواية مرّة
عن هتك عرض امرأة حرة
كان اسمها ثورة
وفي ختام عرضنا
يغادر الممثل المشهور
للحج والعمرة
يرجو ثواب ربه
يبوسه
يبوس خشم بينه المعمور
ثم يعود سالما وغانما
وحجه مبرّر
وسعيه مشكور
أهلكنا الممثل المشهور
مزّقنا أكثر من مرة
لكننا رغم ما أصابنا
نخاف أن نثور
نخاف أن تنقطع الأجور
لأنه الممثل الوحيد في فرقتنا
وذلك الجمهور
لا يبتغي غيره
حتى متى نلف حول قبرنا
حتى متى ندور
قد آن تنقطع الشعرة
وتكسر الجرة بالجرة
ويكشف المستور
عاش إباء جوعنا ف المسرح المهجور
ويسقط الممثل المشهور
ويسقط الجمهور
لا عرض بعد اليوم بالمرّة
لا عرض بالمرّة
فغاية القصور في الثورة
أن تعرض الثورة
الولد
رئيسنا كان صغيراً، وانفقد
فانتاب أمه الكمد
وانطلقت ذاهلة
.تبحث في كل البلد
قيل لها لا تجزعي
.فلن يضِلّ للأبد
إن كان مفقودك هذا طاهرا
.وابن حلال.. فسيلقاه أحد
!صاحت: إذن.. ضاع الولد
أعوام الخصام
طول أعوام الخصام
لم نكن نشكو الخصام
لم نكن نعرف طعم الفقد
أو فقد الطعام
لم يكن يضطرب الأمن من الخوف،
ولا يمشي إلى الخلف الأمام
كل شيء كان كالساعة يجري
:بانتظام
هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام
وهنا جيش نظام جاهز للانتقام
من هنا نسمع إطلاق رصاص
من هنا نسمع إطلاق كلام
وعلى اللحنين كنا كل عام
نولم الزاد على روح شهيد
.وننام
وعلى غير انتظار
زُوجت صاعقة الصلح
!بزلزال الوئام
.فاستنرنا بالظلام
واغتسلنا بالسُخام
!واحتمينا بالحِمام
وغدونا بعد أن كنا شهودا،
موضعاً للإتهام
وغدا جيش العدا يطرحنا أرضاً
!لكي يذبحنا جيش النظام
..أقبلي، ثانية، أيتها الحرب
!لنحيا في سلام
عباس فوق العادة
في حملة الإبادة
عباس كان كتلة من قوة الإراده
هدّ الخصوم بيته
واغتصبوا زوجته
وأعدموا أولاده
لم يكسروا عناده
:قال لهم
!لي زوجة ثانية ولاّدة